الحمد لله على ماله من الأسماء الحسنى و نحمده على ما أولاه من جزيل الفضل و العطاء
و الصلاة و السلام على نبيه المصطفى ومن سار على نهجه و اهتدى..
** الحياة السعيدة الحقة في الأيمان بالله سبحانه و تعالى و التسليم بعظيم قدرته
و شمول احاطته و علمه ، و أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ، و أن الأمة
لو اجتمعت على نفع أو ضر لم تقدر على بذل الأول أو دفع الثاني الا بأمر الله سبحانه
و تعالى و قدرته ، فالايمان يملأ النفس طمأنينة و سكينة و ثقة و يرفع من قوة الانسان
المعنوية.. قال تعالى : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
** و منها أن فيها الصحة و المرض ، و فيها اليسر و العسر ، و فيها السرور و الانقباض
و الاستقرار و القلق ، و الفوز و الاخفاق ، و النصر و الهزيمة ، فاذا لم تسر الأمور وفق
الهوى فلا نتشائم و علينا بالصبر لأن التشاؤم منهى عنه ، و هو أمارة لضعف الوازع
الديني و دليل على عدم صلاحية الانسان لهذه الحياة .
قال أحد الشعراء :
كل من لاقيت يشكو دهره..................ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟
فيقول ان الشكوى هي التعبير الصادق عن عدم الرضا بالواقع و القناعة به ، وفى البيت
دفعه رأيه الى مالا ينتهي من الغرابة لكثرة ما شاهد من شكوى الناس و التذمر من الواقع .
** و منها بعض الأمور التي يتحلى بها المسلم و خصوصا ابن الجزيرة العربية مثل احترام
الذات و الشعور بالعزة و الأنفة و صون الكرامة من أن تهان و البعد عن الرياء و النفاق و المبالغة
في تعظيم الأشخاص و اضفاء الألقاب الطنانة عليهم ، فالمسلم يجب أن يعرف المواضع التي
يستخدم فيها أنفته و كرامته و اباؤه و قوة شخصيته في مواطن الشدة و يلين في مواطن اللين .
** ومنها أيضا معنى الصداقة و الأخوة التي يجب أن تكون في الله و أكبر مثال لنا و دليل على هذا
الأمر صحبته صلى الله عليه وسلم مع الصديق رضي الله عنه ، حيث أشاد القرآن الكريم بهذه
الصداقة ، وفى قوله صلى الله عليه و سلم :
( لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا و لكني خليل الرحمن )
حيث استحوذ حب الله على قلبه علية الصلاة و السلام ، فنعم الصاحب أبا بكر ، و لتكن
لنا أيها الأخوة هذه الصداقة عبرة و وقفة صادقة جادة ( مع النفس ) و هذا عكس ما نشاهده اليوم
و صداقته التى يندى لها الجبين فهى اما لأغراض مادية أو دنيوية بحته .
فالأنسان منا أيها الأحبة يعرف من يختار :
و لا خير في الدنيا اذا لم يكن بها .................. صديق صدوق صادق الوعد منصفا
** و منها تعلمنا مبدأ الأحترام و حسن الخلق حيث فيهما ما يجعلك أنت محل التقدير
و الأحترام فلا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه حسن و اعلم أن في
الناس من هو أفضل منا أو على الأقل من هو مثلنا فنعامل الناس بمثل ما نحب أن نعامل
و ليكن خلقنا القرآن الكريم حيث كان خلقه صلى الله عليه و سلم .
انما الأمم الأخلاق ما بقيت................. فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و أخيرا أختم بقول شوقي :
يا رب وفق للعظائم أمتي......................و زين لها الأفعال و العزمات